أنا في المقصورة الاخيرة

 أنا في المقصورة الاخيرة كُتبت هذه القصة في إحدى الصحف الأوروبية منسوبة لكاتب مجهول بعنوان


قصة أنا في المقصورة الاخير


تقول القصة :

في كل عام كان أهل الطفل "مارتان" يصطحبانه في القطار عند جدته ليقضي عطلة الصيف هناك ، وعندها يتركونه ويعودون في اليوم التالي .

ثم في إحدى الأعوام قال لهما : لقد أصبحت كبيرا الآن ... ماذا لو ذهبت لوحدي الى جدتي هذا العام ..

وافق الأهل بعد نقاش قصير .. وها هما في اليوم المحدد واقفان على رصيف المحطة يكرران بعض الوصايا عليه ، وهو يتأفف : لقد سمعت ذلك منكما الف مرة ..!

وقبل أن ينطلق القطار بلحظة اقترب منه والده وهمس له في أذنه :

" خذ هذا لك إذا ما شعرت بالخوف أو بالمرض "..ووضع شيئا بجيب طفله 

جلس الطفل وحيداً في القطار دون أهله للمرة الأولى ، يشاهد تتابع المناظر الطبيعية من النافذة ويسمع ضجة الناس الغرباء تعلو حوله ، يخرجون ويدخلون الى مقصورته .. حتى مراقب القطار تعجب ووجّه له بعض الأسئلة حول كونه دون رفقة ، حتى أن امرأة رمقته بنظرة حزينة .


فارتبك " مارتان " وشعر بأنه ليس على ما يرام ، ثم شعر بالخوف .. فتقوقع ضمن كرسيه ، واغرورقت عيناه بالدموع ، في تلك اللحظة تذكر همس أبيه وأنه دسّ شيئا في جيبه لمثل هذه اللحظة ، فتّش في جيبه بيد مرتجفة وعثر على الورقة الصغيرة 

فتحها وقرأ 

" يا ولدي، أنا في المقصورة الأخيرة في القطار "...

كذلك هي الحياة ، نطلق أجنحة أولادنا .. نعطيهم الثقة بأنفسهم .. ولكننا يجب ان نكون دائماً متواجدين في المقصورة الأخيرة طيلة وجودنا على قيد الحياة مصدر شعور بالأمان لهم 


وسيبقى الوالدان رمزا للجمال في حياة الأبناء والملاذ الدائم لهم بدون مقابل .

https://www.et3lom.com


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -